مقدمة
يعد الكحوليات واحدة من المواد الرئيسية التي قد يؤدي استعمالها بشكل متواصل الى الإدمان. وبالرغم من وجود نظرة سائدة مختلفة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عن باقي مجتمعات العالم وبالأخص الغربية الا ان هذا لا يعني غياب هذا النوع من الاضطرابات.
ففي بريطانيا مثلا يتعاطى حوالي نصف السكان الكحوليات بأنواعها.[1] ومن الضروري معرفة مقدار ونوعية الكحوليات المتناولة نظرا لاختلافها. فمثلا نصف كاس من البير (Beer) يحوي ما يقارب وحدة كحول (1 Unit of Alcohol) بينما كاس صغير من النبيذ يحوي ما يقارب وحدة ونصف كحول (1.5 Unit of Alcohol).[2]
معدلات استخدام الكحوليات
فقد أوصت الهيئة الوطنية الطبية البريطانية بالحد من تعاطي الكحوليات لكميات معينة في الأسبوع للجنسين بما لا تزيد عن 14 وحدة كحول (14 Units of Alcohol). ولم تقتصر على ذلك فقط فقد نصحت بتناول الكحوليات بكميات متساوية وفترات متقطعة لإيجاد فترات فراغ من التعاطي. ومن الجدير بالذكر فقد اوصت كذلك فئة النساء المقبلين على الحمل او حبلى بالامتناع كليا عن تعاطي الكحوليات لما يحمل من أثر خطير على صحة الجنين.[2[
آثار تعاطي الكحول
يعد الكحوليات من المواد المهدئة، وله مجموعة من الاستخدامات الطبية ويدخل في بعض العقاقير الدوائية كذلك.[3] ففي المجتمعات الغربية يعد الكحول احد المواد التي يكثر استخدامها في النشاطات الاجتماعية. ويحمل الكحول في طياته عدة آثار سلبية فهو يحد من القدرة على التعامل بصورة طبيعية لتصرفات الشخص، وقد يعرض المجتمع والافراد لخطر الإصابة عند قيادة المركبة أو عند العمل.[2]
للكحوليات عدة مخاطر منها ما يكون (قصيرة الأمد) ومنها ما هو (بعيدة الأمد).
من أبرز مخاطر (قصيرة الأمد) الآتي:
1. الحوادث والاصابة بأنواعها.
2. التأثير السيئ والعنف تجاه الآخرين.
3. التأثير على القدرة في وزن الأمور الخاصة والتصرفات الغير مدروسة.
4. فقدان المتعلقات الشخصية كالهواتف والمحفظة.
5. الأمور الصحية: كالتقيؤ، والتسمم، والتشنجات وفقدان الوعي.
أما أبرز مخاطر (بعيدة الأمد) الصحية التي قد تحدث نظرا للاستخدام المستمر والمفرط للكحوليات فهي التالية:
1. امراض القلب.
2. الجلطات.
3. امراض الكبد.
4. التهاب البنكرياس.
5. امراض المعدة.
6. سرطان الكبد.
7. سرطان الفم.
8. سرطان الثدي.
9. الخرف.
كما قد يعرضه لأعباء اجتماعية أخرى كفقدان العمل، ومشاكل العلاقات الزوجية والطلاق والتشرد واقتصادية في انفاقه المفرط على مثل تلك المواد. [2, 4]
العوامل المساعدة على الإصابة بسوء استعمال الكحوليات
يعد الكحوليات من المواد المهدئة، وله مجموعة من الاستخدامات الطبية ويدخل في بعض العقاقير الدوائية كذلك.[3] ففي المجتمعات الغربية يعد الكحول احد المواد التي يكثر استخدامها في النشاطات الاجتماعية. ويحمل الكحول في طياته عدة آثار سلبية فهو يحد من القدرة على التعامل بصورة طبيعية لتصرفات الشخص، وقد يعرض المجتمع والافراد لخطر الإصابة عند قيادة المركبة أو عند العمل.[2]
للكحوليات عدة مخاطر منها ما يكون (قصيرة الأمد) ومنها ما هو (بعيدة الأمد).
من أبرز مخاطر (قصيرة الأمد) الآتي:
1. الحوادث والاصابة بأنواعها.
2. التأثير السيئ والعنف تجاه الآخرين.
3. التأثير على القدرة في وزن الأمور الخاصة والتصرفات الغير مدروسة.
4. فقدان المتعلقات الشخصية كالهواتف والمحفظة.
5. الأمور الصحية: كالتقيؤ، والتسمم، والتشنجات وفقدان الوعي.
أما أبرز مخاطر (بعيدة الأمد) الصحية التي قد تحدث نظرا للاستخدام المستمر والمفرط للكحوليات فهي التالية:
1. امراض القلب.
2. الجلطات.
3. امراض الكبد.
4. التهاب البنكرياس.
5. امراض المعدة.
6. سرطان الكبد.
7. سرطان الفم.
8. سرطان الثدي.
9. الخرف.
كما قد يعرضه لأعباء اجتماعية أخرى كفقدان العمل، ومشاكل العلاقات الزوجية والطلاق والتشرد واقتصادية في انفاقه المفرط على مثل تلك المواد. [2, 4]
دور الطبيب النفسي في تشخيص الاصابة باضطراب سوء استخدام الكحوليات
يعاني الشخص المصاب باضطراب استعمال الكحوليات باثنين على الأقل من هذه الاعراض التي تؤثر بشكل أساسي على حياة الفرد وتحصيله وقد يعاني من القلق على أثرها، والتي تستمر لفترات طويلة لأكثر من سنة على الاقل:
1. استعمال الكحوليات بكميات كبيرة أو فترات طويلة.
2. فشل في التقنين من استعمال الكحوليات بالرغم من الرغبة المستمرة والجهود بذلك.
3. إنفاق فترات طويلة للحصول على الكحول او للتعافي.
4. الرغبة الشديدة لاستعمال الكحول.
5. تأثر الالتزامات الرئيسية في حياة الفرد في المنزل أو العمل نظرا للاستعمال المتكرر للكحول.
6. الاستمرار في استعمال الكحول بالرغم من المشاكل الشخصية والاجتماعية المتكررة بسبب ذلك.
7. التأثر السلبي للنشاط الاجتماعي أو المهني بسبب استعمال الكحول.
8. استخدام الكحول بالرغم من تعرضه للمخاطر جراء ذلك.
9. الاستمرار في استعمال الكحول بالرغم من المعرفة بوجود مشكلة عضوية أو نفسية بسبب ذلك.
أعراض التعود:
1. الحاجة لزيادة الكميات للوصول لنفس التأثير المرغوب.
2. ضعف التأثير المرغوب بالرغم من استعمال نفس الكميات.
أعراض الانسحاب:
1. مجموعة من الاعراض تظهر بعد تقليل الجرعات بعد فترات طويلة من الاستعمال.
2. تلك الاعراض تظهر على شكل: التعرق، ارتفاع في خفقان القلب، رعشة اليدين، الارق، الغثيان والقيئ، والاعراض الذهانية الحسية كسماع الأصوات والاحساسات الجسدية والبصرية، والقلق الحركي والتشنجات.
3. تخفيف حدة هذه الأعراض بعد استعمال الكحوليات أو عقاقير تعمل للتهدئة.[5]
سيقوم الاخصائي النفسي بالتعريف عن الحالة النفسية والاستفسار عن التاريخ المرضي للحالة النفسية. كما سيقوم بطلب التحاليل المختبرية والسريرية للتأكد من الوظائف العضوية للفرد. ان دور الطبيب النفسي مهم جدا فهو يعلم بمدى حساسية الاضطراب وآثاره السلبية على حياة الفرد ودوره باستكشاف تلك الجوانب والعمل مع الفرد بالتخلص من آثارها السلبية. قد يطلب الطبيب النفسي جدولة معدل استعمال الكحوليات والمواد الاخرى ان وجدت كجزء من استكشاف الأمور كما سيقوم بتقديم بعض الاستبيانات الضرورية لمعرفة شدة الحالة النفسية "كاستبيان أوديت" (Alcohol Use Disorder Identification Test – AUDIT). إن دور الطبيب النفسي يشمل محاولة مساعدة الافراد المصابين في التغلب على المعوقات والتشجيع المستمر للتوقف في استعمال الكحوليات بشكل مطلق ومستمر. يمكن ذلك من خلال العلاج المعرفي السلوكي بالجلسات، والمقابلات التحفيزية والعلاج الدوائي.[9]
طرق العلاج و أساليبه
نموذج التغيير ((Transtheoretical model – TTM or Stages of Changes
يعتمد هذا النوع من النموذج للتغيير على مرحلية التقدم في التغيير. فهنالك 5 مراحل يمارس فيها الاخصائي النفسي بالإدمان محاولات مع الفرد لتجاوز المشاكل والمعضلات نحو الانقطاع التام للتعاطي وتلك المراحل هي كالآتي:
1. مرحلة ما قبل التأمل: وهي مرحلة أولية للتغيير حيث يعاني الافراد من فقدان البصيرة للمشكلة الحقيقية في التغيير، وعدم رغبتهم في التفكير في ذلك.
2. مرحلة التأمل: وهي أول مراحل التفكير في التغير، فيقوم الفرد باستقراء الواقع ودراسة إيجابيات وسلبيات الواقع.
3. مرحلة الاستعداد: وهي مرحلة مبدأيه في العمل على التغيير، من خلال الاستعداد بأخذ مواقف فورية على المدى القصير.
4. مرحلة التنفيذ: وهي مرحلة محورية مهمه حيث يقوم الافراد بالقيام بأعمال أساسية للنهوض نحو التغيير المنشود.
5. مرحلة المحافظة: وهي مرحلة استمرارية العمل الدؤوب بالإقلاع عن التعاطي لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
6. مرحلة النهاية: وهي مرحلة الإقلاع التام.
7. مرحلة الانتكاسة: وهي مرحلة الرجوع مجددا للتعاطي.[10]
المقابلات التحفيزية (Motivational Interview – MI)
تعتمد المقابلات التحفيزية على مبدأ الاستشارة الخاصة للعميل من خلال مساعدته في استكشاف المتناقضات وحلها. فعملية الاستكشاف تحتوي التحفيز المستمر لتغيير التصرفات السلبية. فمثلاً يقوم الاخصائي بإبداء مجموعة من التساؤلات للتحفيز نحو التغير كسؤاله: بماذا تنوي لتكون الأمور مختلفة؟ كيف يؤثر تعاطي الكحول على ماذا تريد أن تفعله؟
تتمحور تلك المقابلات على 4 مبادئ و4 عمليات.
فالمبادئ هي كالآتي:
1. التعبير عن التعاطف.
2. تطوير التناقض.
3. تجنب المجادلات.
4. دعم الفعالية الذاتية.
أما العمليات فهي كالآتي:
1. الانخراط.
2. التركيز.
3. الاستحضار.
4. التخطيط.[11]
العلاج الدوائي:
هنالك عدة عقاقير تستخدم في عملية الإقلاع عن استعمال الكحوليات. يقوم وصفها من قبل الطبيب النفسي في مراحل مختلفة من العلاج وهم كالآتي:
1. أكموبروسات - Acamprosate: يتم وصفه للأفراد ممن اجتازوا مرحلة الإقلاع لتجنب الانتكاسة في المستقبل.
2. دايسلفيرام - Disulfiram: يتم وصفه للأفراد ممن يعانون من صعوبات الإقلاع او بعد مراحل الإقلاع لتجنب الانتكاسة. يعمل هذا العقار على التأثير الجسدي عند استعمال الكحوليات فمن أعراضه الغثيان، الالام في الصدر، القيء والدوار. لذا ينصح بعدم استخدام أي نوع من مشتقات الكحوليات لمن يستخدمون هذا النوع من العقاقير حتى لا تظهر عليهم تلك الاعراض كبعض ملطفات الفم و العطورات.
3. ناتريكسون - Natrexone: يعمل هذا النوع على تقليل الآثار المصاحبة بعد استعمال الكحوليات من خلال تقليل مادة الأفيون المفرزة بعد استعمال الكحول.
4. نالمفيم - Nalmefene: يعمل هذا النوع كذلك على تقليل الآثار المصاحبة بعد استعمال الكحوليات من خلال تقليل مادة الأفيون المفرزة بعد استعمال الكحول.[2]
جمعيات المجتمع المدني
جمعيات المجتمع المدني:
هنالك مجموعة من الجمعيات الموجود في شتى دول العالم التي تهتم بتقديم الارشادات والنصائح للأفراد ممن يعانون من اضطراب الكحول و الادمان. ومن تلك الجمعيات الآتي:
- جمعية المدمنين المجهولين في الشرق الأوسط.
Middle East Regional Committee of Alcoholics Anonymous - http://mercaa.com/
- جمعية المدمنين المجهولين للكحول البريطانية.
Alcoholic Anonymous - https://www.alcoholics-anonymous.org.uk/
- جمعية الانون البريطانية.
AL-ANON - https://www.al-anonuk.org.uk
تعتمد هذه المجموعة على الخطوات الاثني عشر كمبادئ للعلاج وهم كالآتي:
الخطوات الاثني عشر:
1. اعترفنا أننا بلا قوة تجاه إدماننا، وأن حياتنا أصبحت غير قابلة للإدارة.
2. توصلنا إلى الإيمان بأن قوة أعظم من أنفسنا باستطاعتها أن تعيدنا إلى الصواب.
3. اتخذنا قرارًا بتوكيل إرادتنا وحياتنا لعناية الله على قدر فهمنا.
4. قمنا بعمل جرد أخلاقي متفحص، وبلا خوف عن أنفسنا.
5. اعترفنا لله، لأنفسنا، ولشخص آخر بالطبيعة الحقيقية لأخطائنا.
6. كنا مستعدين تمامًا لأن يزيل الله كل هذه العيوب الشخصية.
7. سألناه بتواضع أن يخلصنا من نقائصنا الشخصية.
8. قمنا بعمل قائمة بكل الأشخاص الذين آذيناهم، وأصبح لدينا نية تقديم إصلاحات لهم جميعًا.
9. قدمنا إصلاحات مباشرة لهؤلاء الأشخاص كلما أمكن ذلك، إلا إذا كان ذلك قد يضر بهم أو بالآخرين.
10. واصلنا عمل الجرد الشخصي لأنفسنا واعترفنا بأخطائنا فورًا.
11. سعينا من خلال الدعاء والتأمل إلى تحسين صلتنا الواعية بالله على قدر فهمنا، داعين فقط لمعرفة مشيئته لنا والقوة على تنفيذها.
12. بتحقق صحوة روحية لدينا نتيجة لتطبيق هذه الخطوات، حاولنا حمل هذه الرسالة للمدمنين، وممارسة هذه المبادئ في جميع شؤوننا.